تغطية لمحاضر "هيدجر وريبة الكينونة"

أترك تعليقا




احتضنت قاعة "عبد الواحد خيري" بتاريخ 6 فبراير الجاري على الثالثة بعد الزوال في جامعة "بن مسيك للآداب" محاضرة تحت عنوان "هيدجر و ريبة الكينونة: بين الهدم الميتافيزيقي و الشك الفينومينولوجي".. ألقاها البروفيسور والفيلسوف النمساوي "هانس كوكلر"(يمين الصورة)..
استهل الكلام الأستاذ الدكتور "عبد العالي معزوز".. الذي اعتذر نيابة عن عميد الكلية.. وقام الدكتور "حميد لشهب" الحاصل على درجتي الدكتورة في الفلسفة الأولى في النمسا والثانية في فرنسا بتقديم البروفيسور "كوكلر" و مساره الطلابي و المهني، عبر صور من البروجيكتور و التعليق للدكتور لشهب:

تخرج "هانس كوكلر" سنة 1972 بامتياز من الجامعة سالسبورغ  بالنمسا وعاد إليها سنة 1987 ليؤسس" جمعية فينومينولوجيا النمساوية".. وأيضا يعد "كوكلر" رئيس قسم الفلسفة بجامعة إنزبروك النمساوية ورئيس المنظمة العالمية للتقدم بفيينا، وقد حصل على جوائز علمية كثيرة من جامعات ومؤسسات علمية ومنظمات دولية وجمعيات مختلفة، كانت آخرها ' الميدالية الكبرى لدافيد الأنفسيبل'، التي تسلمها يوم 11 حزيران (يونيو) 2009 من طرف البروفيسور جورج بريطاين، عضو أكاديمية العلوم الأرمينية والرئيس الحالي للجمعية العالمية للفلسفة، تقديرا لمجهوداته الفكرية والتزاماته المبدئية. و اهتم بقضايا العالم الثالث و الإسلامي.. مما جعله يلتقي مع العديد من القادة العرب من بينهم ياسر عرفات و صدام حسين خلال الفترة التي نشبت فيها الحرب بين العراق و إيران وكان تدخلا منه لإيجاد حل سلمي بين الدولتين وقد لقي هذا ترحيبا من كلا الدولتين [..].

استهل البروفيسور "كوكلر" محاضرته التي ألقاها بالألمانية (الترجمة عبر البروجكتور بالعربية) بالقول أن "إشكالية الوجود و الكينونة.. هي إشكالية إنسانية" فإن فلسفة الشخص باعتبارها فلسفة الروح.. هي في جوهرها فلسفة كينونة.. 

وتمحورت المحاضرة حول الكينونة أو الوجود في مفهومها الفينومينولوجي الهديجري* و اختلافها عن مثيلتها عند هوسرل، وهذا ما يسمى عند هيدجر "بنقطة الانعطاف"، أي انعطافه التام عن فينومينولوجيا أستاذه هوسرل.. وقد ظهر هذا حسب كوكلر عند تأليفه -أي هديجر- فكرا جديدا في كتابه "لنسيان الكينونة" حيث لا تلعب الذات المفكرة فيه أي دور في الأنطولوجيا و الفينومينولوجيا الجديدة: و قد أدخل هيدجر الزمنية لزحزحة الذاتية  كمفهوم ديكارتي. وحسب البروفيسور كوكلر أيضا فيرى أن هيدجر قد حاول أن يجعل من الكينونة/الوجود شيء محددا و متحكما فيه..


وتمحور الشق الثاني من المحاضرة التي ألقاها البروفسور هانس كوكلر حول "التقنية و إرادة القوة". فصب هذا الشق حول علاقة فينومينولوجيا هديجر بالسؤال "الليبنيتزي" (نسبة لليبنز) القائل "لماذا يوجد شيء بدل اللا شيء؟" و أيضا علاقتها مع المفهوم "النيتشي" لإرادة القوة، فيقول البروفسور هانس على لسان هيدجر "تتويج الذات هو علامة على نمو ارادة القوة في هذا العالم الحديث". و حاول هيدجر إرجاع الفكر لأصله بعدما ضاع في مفهوم الكينونة.. و لا يمكن إرجاع الفكر إلى أصله دون التخلص من الذاتية.. و غاية هذا الفكر تقويد الميتافيزيقيا. (كما جاء على لسان البروفسور)..



طرحت الأسئلة و التدخلات باللغتين العربية و الفرنسية على البروفسور كوكلر من طرف الأساتذة الحضور و الطلبة بعد تقديمه للمحاضرة بالألمانية.. وقد تدخل الدكتور "توفيق رشد" سائلا البروفسور كوكلر على مكامن الميتافيزيقيا في التقنية الحديثة/التكنولوجيا .. و أليست التقنية هي في حد ذاتها موت و قضاء على الميتافيزيقيا؟ قائلا أيضا أليست التقنية كانت الحسم في قضية الربيع العربي أو كما جاء على لسانه "لم يعد للآلهة مكان في السماء للتجسس على البشر فالأقمار الاصطناعية تقوم بذلك.. والتقنية لم تدع للقادة العرب مكان لتخبئة فسادهم..."
أما باقي التدخلات فقد أجمعت جلها على صعوبة ترجمة و فهم النص الهيدجري..


ختم الدكتور "لشهب" المحاضرة وقدم الدعوة المفتوحة لكل الحضور الشهر القادم وخاصة يوم 29 مارس، حيث سيقدم البروفسور كوكلر كتبه المترجمة للعربية في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء..


*((الظاهراتية أو الفينومينولوجيا هي مدرسة فلسفية تعتمد على الخبرة الحدسية للظواهر كنقطة بداية (أي ما تمثله هذه الظاهرة في خبرتنا الواعية) ثم تنطلق من هذه الخبرة لتحليل الظاهرة وأساس معرفتنا بها.))

عزالدين بوركة: كاتب
07/02/2013



0 commentaires:

Enregistrer un commentaire