المبتدأ و الخبر///أحمد الرجواني

أترك تعليقا

في المبتدإ كان الخبر
اعشق ماشئت في صوت المطر
طأ صدرا
طأ قبرا
طأ وترا
لن تراك عيون الشجر
فالجمر على البحر انتصر.
كان في الابتداء هجرا
كان الماء
كان التراب
كان الهواء
كان النفط دم الحجر،
انتظرنا طويلا
اشتعال النار
ليكون الكون، فكان
وكان البشر
دون لون أضحينا
دون هوية
بلا ضوء في ليلنا
وفي جهلنا
وحده نسيج الظلام ظهر.

اسأل قدرتك
في الركوع والسجود
في فصول الانتماء
عن صورتك
عن بذرتك الأولى
فأنت، ربما، الغيم المنتظر،
ربما في المبتدإ يكون الخبر.
شاة تحمل جنينا
بالصمت هجر
ذات تقل سماء النذر
بهاء الهذر
غلسا في ليل
بدره اندثر
الكل هناك
أو هنا ينتظر.

أيها القادمون من الزوابع
ومخلفات الكلام
قد أكون منكم
لا محالة
أنا منكم
هنا نبت الغجر.

لا لوح يرتمي في الصمغ
لا لون، يقول الغيم، للدمع
لا حلم للضجر في وقت السحر،
من هنا مر قوم
مر موج
مر الذهب
مر الزوج
مر الإبن  
مر الذئب
من هنا مروا جميعا ولا أثر
في المبتدإ نبت الخبر.

سحاب بلا سماء
صلاة بلا دعاء
لا بقاء لنا دون قضاء
دون قدر.
من هنا لون البرتقال
أيقظ ومضة
حبات عنب أطلقت نغمة
بسمة
فأينعت فينا الكأس
استحللنا طويلا عادة السمر،
وأنجبنا الخوف ومملكات الدموع
دون أنوار، دون حتى قبس
من نور الشموع.

أذلة نحن
نقبل القبلة
نقبل الخطبة
نمارس عاداتنا السرية
والجهرية
لا يهم
العمى فينا انتشر
نعانق ليلا
أو نهارا
قضاء القضاء والقدر
نعبق بالآهات
كلما ضعيفنا انتصر
نسجل النكات والبرامج
نقتحم فوهات التهوية
والجمل الإسمية
نبحث عن قصب سبق
في المبتدإ وفي الخبر،
لا نعلم لهما أصلا
لا فصلا في سلسلات الخنوع
ولا نصلا في بقايا الضلوع
لا من أين يبتدئ المبتدأ
ولا أين ينتهي بنا الخبر.


أيها القادمون من انزياحاتي
من كبريات مدننا الرملية
انسحبوا من جراحاتي
من بقايا كلماتي
فقد بدأ بكم العد العكسي
بدأ بكم المبتدأ ولا خبر.

أيها الراقن لدمعاتي
المستتر في وريد رقبتي
سجل
سجل
سجل
أنك الصدر الأعظم
أنك الخصم الملهم
أنك الذئب الكاتم لكل حال
وجلال
سجل أنك من هزم الهدهد
ناقل السر
صانع الكر والفر
جامع القر والحر
شهيد علامات النصب والجر
سجل أنك من رمى الرماد
في بيتنا، في عيوننا
فأنطق الوادي
كبل الأيادي
أنك من شنق الجبال
وأعتق الحبال
أنك من صلى الظهر والعصر
أقام بالناس المغرب والعشاء
تيمم بعد معاشرة طويلة
سجد للخليلة
وللقنينة الجليلة
كأنه قام أخيرا من سبات
أذن للصبح وصلات الفجر.
سجل
 أنك من زرع فينا الخوف
وزرع فينا الوجل
أنك أطلعتنا في الخبر
كيف أسقط اليمين
كيف زعزع اليسار
كيف خر صور الصين
كيف حطم جدار برلين
وأخيرا
كيف قتل قاتل الهرر.

أنا أدري
أنك لا تدري
أنه في المبتدإ يبدأ الخبر.

اسجد لربك طويلا
دثر حبات تسبيحك
دشن بالفتح المبين
في غزوة،
في نزوة
في حرب طاحنة
ظفرا فقط بالحنين
لا يهم من المنهزم
في أقبية الظلام
لا يهم من المنتصر
في سواد الأقلام
المهم لديك أن تصل بنا
إلى سطح القمر
دون مبتدإ
دون خبر.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire